ألوان وعيارات الذهب والمعادن الثمينة.. دليلك الشامل قبل الشراء

كتبت- كريمة حسين

عزيزي القارئ، هل أنت مستعد لجولة شاملة نستعرض فيها كل ما تحتاج إلى معرفته عن أنواع الذهب المختلفة من حيث العيار واللون والخصائص التي تميز أهم المعادن النفيسة مثل البلاتين، البلاديوم، والزركونيوم؟

ابق معنا في هذه الجولة التي نرشدك من خلالها إلى أفضل طريقة تتمكن بها من اتخاذ قرار مدروس يعكس ذوقك ويلائم احتياجاتك سواء كنت تبحث عن قطعة كلاسيكية تدوم، أو تصميم معاصر يعبّر عن شخصيتك. بدون عناء البحث، وبدون التعرض للخداع. فاختيار المجوهرات لا يُبنى فقط على الذوق أو التصميم، بل يتطلب فهمًا دقيقًا لطبيعة المعدن المستخدم، ونسبة الذهب الخالص فيه، وتأثير المعادن المضافة على اللون والمتانة والسعر.

ليس كل ما يلمع نقيًا بالكامل – عيارات الذهب

الذهب الخالص (عيار 24)

الذهب النقي أو عيار 24 (24 قيراطًا) يُعد أنقى أشكال الذهب، ويصل نقاء الذهب فيه إلى 99,999  من أصل 1000، لكنه في هذه الحالة يكون شديد الليونة -طري- ولا يمكن استخدامه لصنع المجوهرات مباشرة، لذلك فعند تصنيعه يجب خلطه بمعادن أخرى ليصبح أكثر صلابة ومناسبًا للتصنيع.. هذه الخلطة تُعرف باسم “السبيكة”.

ذهب عيار 18

عندما نقول “ذهب عيار 18”، فهذا يعني أن 18 جزءًا من أصل 24 (أي 75%) هو ذهب نقي، أو ما يعادل 750 جزءًا من أصل 1000. ولهذا السبب، يتم ختم الذهب عيار 18 بالرموز “18ct” أو “18k” أو “750”.

            •          الذهب الأصفر عيار 18 يتكوّن من 18 جزءًا من الذهب الخالص، و6 أجزاء من مزيج من الفضة النقية والنحاس النقي.

            •          الذهب الوردي أو الأحمر عيار 18 يحتوي على نسبة أعلى من النحاس مقارنة بالفضة، مما يمنحه لونًا مائلًا إلى الحمرة.

وسواء كان الذهب عيار 18 أبيض أو أحمر أو أصفر، فهو لا يزال يحتوي على 18 جزءًا من الذهب الخالص. الذي يغيّر لونه هو مكونات الـ 6 أجزاء الأخرى، وهي التي تحدد أيضاً درجة صلابتة.

رغم أن الذهب عيار أقل (مثل 14 أو 9) يكون أرخص، إلا أنه لا يقدم نفس المزايا. فكلما ارتفعت نسبة الذهب الخالص، زادت قيمة المجوهرات.

ومن المهم أيضاً معرفة أن الذهب عيار 18 لا يحتوي على ضعف كمية الذهب الموجودة في عيار 9، بل يحتوي على حوالي 2.5 ضعف من الذهب، وذلك بسبب أن كثافة سبيكة الذهب عيار 18 أعلى من كثافة سبيكة عيار 9.

ويعد الذهب عيار 18  سهل التشكيل، كما أنه أقل عرضة للتآكل أو فقدان البريق مقارنة بالذهب عيار أقل.

ورغم احتوائه على نسبة ذهب أعلى، فإن مقاومته للخدش والتآكل مشابهة لتلك الموجودة في عياري 14 و9.

كما يُستخدم الذهب عيار 18 عادةً في تثبيت الأحجار الكريمة النفيسة مثل الألماس، الياقوت، الزمرد، والياقوت الأزرق نظرا لصلابته ولمعانه.

وفي بعض الدول مثل الهند والدول العربية والشرق الأقصى، يُستخدم الذهب عيار 22 في صناعة المجوهرات، ويمكن تمييزه بسهولة من خلال لونه الأصفر الداكن والعميق.

الذهب الأبيض عيار 18

يتكوّن من 18 جزءًا ذهب خالص، و6 أجزاء من خليط من البلاديوم والفضة النقية. يمنح هذان المعدنان الذهب لونه الأبيض الرمادي.

في الواقع، يعد مصطلح “الذهب الأبيض” غير دقيق، فالذهب في الأصل أصفر اللون. ولكن لإعطاءه لونًا أبيض أو رماديًا، تتم إضافة الفضة والبلاديوم لمنحه اللون الأبيض. ثم يتم طلاء القطعة بطبقة من الروديوم لمنحها لونا أكثر بياضا ولمعانا. لكن بمرور الوقت، قد تتآكل طبقة الروديوم ويعود اللون الرمادي الأصلي إلى الظهور.

لذلك تكون العناية بالمجوهرات مهمة. ويفضل عندما تزول طبقة الروديوم اللامعة، فيمكن إعادة صقل القطعة وطلائها بالروديوم من جديد.

ذهب عيار 14

يعني أن 14 جزءًا من أصل 24 (أو 58.5%) من الذهب نقي، أي 585 من أصل 1000 جزء. ولهذا يختم الذهب عيار 14 بالرموز “14ct” أو “14k” أو “585”.

            •          الذهب الأصفر عيار 14 يحتوي على 14 جزءًا ذهب خالص، و10 أجزاء من خليط من الفضة النقية والنحاس النقي.

            •          الذهب الأبيض عيار 14 يحتوي على خليط من البلاديوم والفضة إلى جانب الذهب النقي، مما يمنحه لونه الأبيض.

            •          الذهب الوردي عيار 14 يحتوي على كمية أكبر من النحاس مقارنة بالفضة، مما يمنحه لونًا مائلًا للحمرة.

بغض النظر عن اللون، الذهب عيار 14 يظل يحتوي على 14 جزءًا ذهب نقي. المكونات الأخرى تمنحه اللون والصلابة.

ذهب عيار 9

يعني أن 9 أجزاء من أصل 24 (أي 37.5%) من الذهب نقي، أو 375 جزءًا من أصل 1000. ولهذا يتم ختم الذهب عيار 9 بالرموز “9ct” أو “9k” أو “375”.

            •          الذهب الأصفر عيار 9 يحتوي على 9 أجزاء ذهب نقي و15 جزءًا من مزيج من الفضة والنحاس.

            •          الذهب الأبيض عيار 9 يتم صنعه بخلط الذهب النقي مع البلاديوم والفضة لمنحه اللون الأبيض.

            •          الذهب الوردي عيار 9 يحتوي على نسبة أعلى من النحاس مما يمنحه اللون الأحمر.

رغم اختلاف الألوان، يظل الذهب عيار 9 يحتوي على 9 أجزاء فقط من الذهب النقي.

الذهب عيار 9 أصفر اللون يكون أفتح من الذهب عيار 18 لأنه يحتوي على نسبة أقل من الذهب.

عادةً ما تُركب أحجار الزركون الصناعي وغيره من الأحجار الاصطناعية في الذهب عيار 9.

لذا، عند رؤية “ألماسة” وزنها 1 قيراط مثبّتة في ذهب عيار 9، يمكن الشك بأنها ليست ألماسة طبيعية بل محاكاة للألماس.

ألوان الذهب: الأصفر، الوردي، الأبيض

هناك سوء فهم شائع استُخدم كحيلة تسويقية لبيع الألماس الطبيعي خلال العقود الخمسة الماضية.

كان يُقال للعملاء إن الألماس ليس مجرد قطعة مجوهرات شخصية، بل كنز وقيمة يمكن إعادة بيعها لاحقًا بنفس السعر أو أعلى.

حقيقة صادمة: الألماس ليس استثمارًا دائمًا

ما لا يخبرك به بائعو الألماس

رغم الترويج للألماس باعتباره استثمارًا طويل الأمد، فإن الحقيقة قد تكون محبطة: لأن بمجرد مغادرة المتجر، تنخفض قيمة الألماس بنسبة تصل إلى 70% من سعر الشراء تمامًا كما تفقد السيارة الجديدة قيمتها عند مغادرتها المعرض.

لكن في نهاية الأمر، لا تُقاس المجوهرات بقيمتها السوقية فقط، بل بقيمتها العاطفية والرمزية.. وأن كل ما تشتريه هو إرث يمكن تمريره عبر الأجيال. 

البلاتين

مع تزايد الوعي البيئي، يتجه كثير من الشباب اليوم إلى الألماس المُصنَّع مخبريًا، لكونه خيارًا مستدامًا وأخلاقيًا.

يُعد البلاتين المعدن المثالي للرجال والنساء المعاصرين. فهو جميل ومتعدد الاستخدامات وأنيق، ومع ذلك يتميز بالقوة والصلابة.

            •          البلاتين نقي، نادر، وأبدي.

            •          يتمتع بلمعان أبيض طبيعي، وهو مضاد للحساسية، مما يجعله لطيفًا على البشرة.

            •          هو خيار مثالي للتعبير عن التميز الفردي، القوة، والأسلوب الشخصي.

البلاتين والبلاديوم – وهما معدنان طبيعيان أبيضان – يختلفان عن “الذهب الأبيض”، الذي هو في الواقع رمادي اللون ومزيج من الذهب والفضة والبلاديوم.

            •          البلاتين نقي بنسبة 95% ولا يتغير لونه أو يبهت مع الزمن.

            •          أكثر كثافة من الذهب، مما يجعل القطعة أثقل بحوالي الثلث من نظيرتها المصنوعة من ذهب عيار 18.

            •          أندر من الذهب بـ30 مرة، ويحتاج إلى مهارة عالية في التصنيع.

ختم البلاتين هو “Pt”.

البلاديوم

يملك البلاديوم خصائص مماثلة لشبيهه البلاتين، فهو نقي ونادر وثمين، وأبيض طبيعي أيضًا.

            •          سُمِّي نسبة إلى الإلهة اليونانية “بالاس”.

            •          نادر كالبِلاتين، ونقي بنسبة 95%، لكنه أخف بـ44% مما يجعله مناسبًا لتصميمات أكثر فخامة.

            •          أقسى بنسبة 12% من البلاتين، مما يجعله أكثر مقاومة.

            •          لا يصدأ أو يتغير لونه، وهو مضاد للحساسية أيضًا.

            •          أكثر بياضًا حتى من البلاتين.

هو خيار رائع للنساء اللواتي يبحثن عن نمط حياة عصري وفاخر.

ختم البلاديوم هو “Pd”.

الزركونيوم الأسود

يكتسب الزركونيوم الأسود شعبية متزايدة في صناعة خواتم الزواج للرجال.

فهو يقدّم مظهرًا فريدًا وجريئًا، إلى جانب خصائص عملية:

            •          يُستخدم في محطات الطاقة النووية وزراعة الأسنان والأطراف الصناعية، ما يثبت متانته.

            •          الزركونيوم في حالته الطبيعية رمادي غامق، لكن عند تعرضه لحرارة عالية يتحول إلى أسود فاحم ويكتسب ملمسًا يشبه الخزف اللامع.

يُعد الزركونيوم الأسود خيارًا متوسط التكلفة. فهو أرخص من الذهب والبلاتين، لكنه أغلى من الفولاذ المقاوم للصدأ والتيتانيوم. لذلك، هو خيار ممتاز لمن لديهم ميزانية محدودة.

ويبقى فقط العيب الرئيسي هو أن هذه الخواتم لا يمكن تغيير مقاسها، وهو أمر يجب أخذه بعين الاعتبار، خاصة مع تغيّر مقاسات الأصابع بمرور السنوات.

وفي نهاية هذا الدليل، ندرك أن اختيار المجوهرات ليس قرارًا عابرًا، بل رحلة واعية تتطلب معرفة دقيقة بخواص المعادن النفيسة، ونسب الذهب، وتأثير الخلطات المعدنية على اللون والمتانة والقيمة. فكل قطعة مجوهرات تحمل في طياتها أكثر من مجرد تصميم أنيق؛ إنها انعكاس للذوق، والاستثمار، والهوية.

سواء اخترت الذهب الأصفر الكلاسيكي، أو البلاتين الراقي، أو الزركونيوم الأسود العصري، فإن وعيك بما تقتنيه يمنحك تجربة شراء أكثر ثقة ورضا. المجوهرات ليست فقط زينة للشكل ، بل امتداد لقصتك، ولمستك الشخصية، وإرث يمكن أن يدوم لأجيال