
استثنائي/ قياسي/ بلا درجة على الاطلاق.. تعريفات GIA للماس المعملي
مع تزايد انتشار الماس المزروع معمليا وتزايد الاقبال عليه باعتباره أكثر استدامة وخالي من تهم تمويل الصراعات الدموية وشبهة غسل الأموال، تزداد يوما بعد يوم الحرب على هذا المنتج الذي ساهم في تراجع مبيعات الماس الطبيعي على مستوى العالم من قبل الشركات المنتجة للماس الطبيعي، والتي حقق معظمها خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية ازداد حجمها خلال العام السابق، حيث اضطرت بعض الشركات لتخفيض الإنتاج في مناجمها، واضطرت بعضها للإعلان عن إمكانية غلق بعض مواقع التعدين في مناجم خاصة بها، بعد أن اضطرت لتخفيض ميزانيات الإنتاج والإنفاق بنسب كبيرة.
تأتي الخطوة الجديدة في الحرب على الماس الصناعي من خلال قرار تاريخي اتخذه المعهد الأمريكي للأحجار الكريمة (GIA) – الذي يعد من أكبر المعاهد- المعامل المتخصصة في علم الأحجار الكريمة على مستوى العالم- بالتوقف عن استخدام نظام تصنيف ” 4Cs” المعترف به دوليا للماس الطبيعي في تقييم الماس المزروع في المختبر.
وأعلن المعهد الأمريكي أنه سيبدأ في وقت لاحق من هذا العام، باستقبال الماس المزروع في المختبر المقدم إلى GIA وتوصيفه بمنحه أوصافا مبسطة – مصنفة على نطاق واسع إما “ممتاز- استثنائي” أو “قياسي” – أو “بلا درجة على الإطلاق” إذا كانت الجودة دون المستوى المطلوب.

تعد هذه الخطوة أكبر من مجرد قرار بإعادة التصنيف، حيث تعد تصعيدا جديدا في الحرب الدائرة ضد الماس المزروع معمليا بشكل يزيد الفجوة بين الماس الطبيعي والماس المزروع معمليا. في محاولة لإثبات أن الماس المزروع معمليا ليس ماسا حقيقيا، وإن تشابه مع الماس الطبيعي في الشكل والتركيب الكيميائي والصلابة واللون، إلا أن التحكم في عملية الاستزراع والنجاح الباهر في إنتاج ماسات معملية عالية الجودة وبألوان فريدة وأحجام مميزة لا تتوافر بسهولة في الماس الطبيعي، أصاب مجتمع صناعة وتجارة الماس الطبيعي بالقلق الشديد من استمرار نمو سوق الماس المزروع معمليا.
ما هي 4Cs اللازمة لتقييم الماس؟
لقد ابتكرت GIA نظام 4Cs – والتي تعني “القطع واللون والوضوح ووزن القيراط” – كنظام صارم لمساعدة المستهلكين على فهم الصفات الفريدة والمعقدة للماس الطبيعي. وتوضح نوع شكل- قطع الماس، ودرجة لون الماس، درجة نقاء الحجر من الشوائب، والقيراط الذي يمثل وزن الحجر، حيث لا يوجد ماسان طبيعيان متشابهان تماما. إنها معجزات جيولوجية نادرة تم صياغتها في أعماق الأرض منذ مليارات السنين، يحمل كل منها بصمة فريدة من الطبيعة الأم. يعد تقرير الدرجات للماس الطبيعي ضروريا لأن هذه الأحجار موجودة على طول مجموعة هائلة من الخصائص.
جاءت خطوة GIA كنوع من أنواع التأكيد على ضرورة تمييز الماس الطبيعي عن الماس المزروع معمليا، سواء كان باستخدام عمليات (HPHT) الذي يعتمد على ارتفاع درجة الحرارة، أو نظام ترسب البخار الكيميائي (CVD).
لماذا يحتاج تقييم الماس المعملي لنظام مختلف؟
ووفقا لتصريحات لتوم موسى، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس المختبرات والبحوث ل GIA :
“أكثر من 95٪ من الماس المزروع في المختبر الذي يدخل السوق يقع في نطاق ضيق جدا من اللون والوضوح. وبسبب ذلك، لم يعد من المناسب ل GIA وصف الماس الاصطناعي باستخدام التسميات التي تم انشاؤها لاستمرارية لون ووضوح الماس الطبيعي.” لماذا يحتاج Lab Grown Diamond Grading إلى نظام مختلف. من خلال استبدال تقارير الدرجات التفصيلية بأوصاف أوسع، مثل “الممتاز” و “المعياري”، ترسم GIA خطا واضحا في الرمال. إنهم يخبرون المستهلكين أن هذه ليست نفس المنتجات ولا ينبغي تقييمها بنفس الطريقة. وقادما من GIA – المنظمة غير الربحية الموثوقة التي وضعت معايير عالمية لتصنيف الماس في عام 1953 – لا يمكن أن يكون هذا البيان أكثر موثوقية.
تأتي خطوة GIA، بعد فترة وجيزة من إعلان “DE BEERS” عن إغلاق علامتها التجارية “Lightbox” المتخصصة في صناعة المجوهرات المرصعة بالماس الصناعي، بعد إعلان تخصيص مصنع الماس الصناعي التابع لها في جنوب أفريقيا للأغراض الصناعية وعدم توجيهه للمجوهرات مرة أخرى.