نادين غصن.. فتاة البرجر التي قلبت معايير صناعة المجوهرات رأسا على عقب.

كتبت- كريمة حسين

بتصاميمها المرحة ومجوهراتها غير التقليدية قلبت نادين غصن العديد قواعد عالم المجوهرات الراقية رأسًا على عقب وغيرت ملامح الصناعة نفسها، حين حوّلت البرجر والأقلام وسماعات الرأس وأدوات المائدة إلى مجوهرات راقية.

دخلت نادين غصن بروح طفلة جامحة إلى عالم المجوهرات الراقية الذي يسيطر عليه الطابع الكلاسيكي والتصاميم المتوارثة عبر الأجيال، لتخرج عن المألوف وتضفي على الكلاسيكية الدافئة روحا مرحة تجتاحها نسمات الطفولة اللطيفة، فقدّمت تعريفًا جديدًا للفخامة: فخامة مرحة، مرصعة بالألماس، مستوحاة من الحياة اليومية، تنبض بالألوان والخيال والتجريب.

لقد أحدث نادين ثورة في الصناعة نفسها، وابتكرت تصاميم جمالية جديدة تخاطب جيلًا شابًا يعشق الفن والحرية والتفرد.

ومنذ إطلاق علامتها التي تحمل اسمها، أصبحت تصاميم NGFJ تُعرض في أرقى المتاجر العالمية، مثل Bergdorf GoodmanوThe Webster وColette وLe Bon Marché في باريس. واكتسبتـ قاعدة جماهيرية كبيرة تضم أسماء بارزة مثل لياندرا مدين، وفاريل ويليامز، وبيونسيه، وكارل لاغرفيلد.

اكتشفوا معنا رحلة نادين غصن في عالم المجوهرات ..

من هي نادين غصن Nadine Ghosn؟!

نادين غصن هي مصممة مجوهرات، وُلدت لأب لبناني له اسمه اللامع في مجال الصناعة والأعمال هو كارلوس غصن وأم برازيلية، لم تتوقع نادين أن تصبح اسمًا لامعًا في عالم المجوهرات الراقية.

تربّت في بيئة متعددة الثقافات بين لبنان، البرازيل والولايات المتحدة، ثم درست الاقتصاد في جامعة ستانفورد، وعملت لاحقًا في شركة ”  Boston Consulting Group “. ثم عملت في مجال الأزياء مع دار Hermès، وهناك بدأت تتفتح رؤيتها الفنية لعالم التصميم الفاخر. ورغم أن خلفيتها التعليمية لا ترتبط مباشرة بالمجوهرات، فإن شغفها بالفن والابتكار دفعها لاقتحام هذا المجال. 

عند زيارتها للبنان، قابلت أحد صانعي المجوهرات في بيروت، الذين كان على وشك إغلاق ورشته لعدم تمكنه من دفع رواتب الحرفيين. قررت مساعدته بشراء الذهب وتوفير العمل، مقابل تعلّمها أسرار الحرفة. هذا القرار العفوي قادها لاكتشاف موهبتها الحقيقية، وكانت البداية لعلامة غيّرت شكل المجوهرات الراقية بشكل جذري. وبميزانية لا تتجاوز 3000 دولار، أسست شركتها، ووضعت رؤية العلامة التجارية، وبنيت الموقع الإلكتروني، وصممت الشعار. بعد ذلك أطلقت أولى مجموعاتها: 

  • BARE مجموعة أنيقة ومحافظة
  • VIE مجموعة جريئة ومتمردة، لاختبار تفضيلات الجمهور

بداية المشوار: “الفخامة غير التقليدية”

أطلقت نادين أولى مجموعاتها في عام 2015 تحت عنوان:

Fine Jewelry for the Nonconformist”

أو “مجوهرات راقية لغير التقليديين”، وهي تسمية تعبّر بدقة عن فلسفتها التصميمية. بدلاً من الأحجار الكبيرة والقطع المتكلفة، قدّمت خواتم وأقراطًا وأساور على هيئة برغر، أقلام رصاص، ملاعق، شوك، وحتى قطع “ليغو”، ولكن مصنوعة من الذهب عيار 18 مرصع بالألماس والياقوت والزفير، وغيرها من الأحجار الكريمة.

فلسفة التصميم: “اجعل العادي استثنائيًا”

تتبنى نادين مبدأ بسيطًا لكنه عبقري:

“اجعل من الأشياء العادية شيئًا غير عادي.”

تؤمن بأن الجمال يكمن في التفاصيل الصغيرة التي نمر بها يوميًا دون أن نوليها اهتمامًا. فهي ترى الجمال في شوكة الطعام، في قلم الكتابة، في قطعة البرجر، وتحوّلها إلى قطع مجوهرات تثير الدهشة، وتستحضر الذكريات، وتفتح بابًا للحوار.

الطفولة والنوستالجيا تلعبان دورًا كبيرًا في تصاميمها. فهي تسعى لإيقاظ “الطفل الكامن في داخل كل شخص بالغ”، وتذكيرنا بأن الترف لا يجب أن يكون جامدًا أو طبقياً، بل يمكن أن يكون ممتعًا وإنسانيًا. 

خاتم البرجر– الأيقونة الأساسية لمجوهرات نادين غصن 

أشهر تصاميم نادين غصن هو خاتم البرجر، الذي أصبح قطعة أيقونية منذ إطلاقه عام 2017. مؤلف من ست حلقات متداخلة يمكن ارتداؤها معًا لتشكّل ساندويتش برجر نباتي مصنوع من ذهب عيار 18 ومرصّعة بأكثر من 260 حجرًا كريمًا من الألماس، الياقوت، التسافوريت والزافير.

تروي نادين أن الفكرة ولدت خلال موعد عشاء عادي، قائلة:

“كنت أتناول برجر، وشعرت فجأة أن هذه الوجبة العادية تربط بين الناس وتستدعي ذكريات الطفولة. فكان لا بد أن أجسّدها في قطعة فنية تحكي هذه الحكاية.”

الخاتم لم يكن فقط رمزًا للمرح، بل كان تحديًا هندسيًا وفنيًا في التنفيذ، وفتح لنادين أبوابًا واسعة في عالم المجوهرات.

وتقول غصن عن خاتم البرجر:” لقد أصبح مرتبطًا بي إلى حد أن الناس ينادونني في الشارع بـ”ملكة البرجر“.

من أدوات الطعام إلى مكعبات LEGO

لم تتوقف نادين عند البرجر. لكنها فيما بعد أطلقت مجموعة “YOUtensils” المستوحاة من أدوات المائدة، في إشارة لكون الطعام وسيلة تواصل ثقافي عالمي فقررت استغلالها وتحويلها إلى أيقونات جديدة، تقول نادين: ” أدوات الطعام هي أبطالنا الصامتين، نستخدمها يوميًا ولا ننتبه إلى قيمتها، لكنها تحمل رمزية كبيرة في حياتنا اليومية”.

أما مجموعة LEGO فقد جاءت في فترة ما بعد جائحة كورونا، لتعكس فلسفة إعادة البناء — بناء العلاقات، العادات، وحتى الذكريات. تقول عنها نادين:

“اللعب بالمكعبات يعيدنا إلى الطفولة، إلى الأمل والبداية. كل قطعة فيها رسالة، وكل لون فيها قصة.”

مشاهير ارتدوا تصاميم نادين غصن:

  • بيونسيه (Beyoncé):

ارتدت بيونسيه أقراط “Shut Up” الشهيرة وشكّلت الإطلالة صيحة إيجابية في عالم الموضة، حيث جمعت بين الأناقة والرسالة القوية.

  • كارل لاغرفيلد (Karl Lagerfeld):

أُعجب بسماعات الأذن المصنوعة من الذهب التي صمّمتها نادين، ارتداها لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، ما اعتُبر بمثابة اعتراف مباشر بعبقريتها في التصميم.

  • دريك (Drake):

طلب من نادين تصميم قطع مجوهرات حصرية وخاصة به.

أبرزها:

  • سلسلة ذهبية على شكل “عظمة كلب”.
  • قلادة ضخمة مرصعة بما يزيد عن 50 قيراطًا من الألماس.

ربط هذه القطع بإصدار ألبومه الموسيقي For All the Dogs، مما عزز شهرة نادين بين جمهور الموسيقى.

  • ريهانا (Rihanna):

ظهرت وهي ترتدي إحدى قطع المجوهرات الفريدة من تصميم نادين.

اختارتها كجزء من إطلالة جريئة في إحدى المناسبات، ما يؤكد توافق أسلوب نادين مع ذوق ريهانا المميز والمتمرد.

نصيحة نادين غصن للمصممين الصاعدين:

«ابنوا شبكة دعم قوية، وآمنوا برؤيتكم. قد لا تكون لديكم الخبرة أو العلاقات، لكن الشغف الحقيقي لا يحتاج إلى تأشيرة للنجاح.»

في عالم يغرق في التكرار، تذكّرنا نادين غصن أن الفخامة يمكن أن تكون خفيفة، مضحكة، ومليئة بالحب، وأن قطعة مجوهرات واحدة، إن صُنعت بشغف، قادرة على تغيير قواعد اللعبة”.a

Related Posts

جنوب أفريقيا تدعم رواد الأعمال في مجال المجوهرات.. احتفالا بشهر الشباب.

كتبت- كريمة حسين كنوز.نيوز تحتل جنوب أفريقيا مكانة بارزة على خريطة صناعة المجوهرات العالمية.  وذلك بفضل التنوع الطبيعي والثقافي التي تحظى به، حيث منحتها الطبيعة وفرة في الموارد المعدنية، خاصة الذهب والماس التي تم اكتشافها في أواخر القرن التاسع عشر، وكانت مناجمها موردا هاما لخام الماس الذي احتكرته الشركات الإنجليزية في عهد الاحتلال الإنجليزي لجنوب أفريقيا، والتي انتقلت ملكيتها خلال العقود التالية لشركات أخري عالمية.  تطورت صناعة المجوهرات الراقية…

Read more

Continue reading
سوار Love Cartier.. حين يمنح التصميم المبتكر صك الخلود للذهب والمجوهرات

   إعداد: كريمة حسينكنوز.نيوز في عالم المجوهرات الفاخرة، تظل القصة دائما هي البطل الذي يمنح القطعة صك الخلود٫ لتصبح رمزا وتتجاوز حدود الموضة والزمن، ليس لأنها مصنوعة من الذهب أو  مرصعة  بالألماس فحسب، بل لأن ورائها قصة ذات مغزي ودلالة. من بين هذه القطع، يبرز سوار “Love” من Cartier، الذي أصبح على مرّ العقود رمزًا عالميًا للحب الأبدي والإخلاص التام. لكن خلف هذا التصميم الذي أسر القلوب، يقف مصمم إيطالي يُدعى ألدو…

Read more

Continue reading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *